لم يعد الدوري الممتاز السوداني سهلا كما كان, هذا هو عنوان ما أفرزته نتائج الإسبوع الثامن من البطولة والذي إختتم مساء أمس الخميس, ففي هذا الأسبوع برهنت العديد من الأندية على صلابتها ونفت صفة الصدفة في نتائجها, تحديدا في مواجهة طرفي القمة الهلال والمريخ, وأكدت أندية أخرى حديثة بالبطولة أنها لن تكون صيدا سهلا, تألق مدربون وتراجع أخرون بصورة مخيفة, وكانت الإقالة ذات العيار الثقيل حاضرة, ورفضت أندية إحتكار الصدارة المبكرة لطرفى القمة كما ظل يحدث في المواسم السابقة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي الذي إنطلقت فيه البطولة.
لعبت في هذا الأسبوع ست مباريات بدلا عن سبعة, بسبب تأجيل مباراة الأهلي شندي والموردة إلى وقت لاحق, بسبب ارتباط الأول بمباراة ببطولة الكونفيدرالية الأفريقية ضد الإسماعيلي المصري اليوم الجمعة, وقد تحقق الفوز هذا الأسبوع في أربع مباريات هي: مريخ الفاشر على الأمل 3-2 بمدينة الفاشر, الخرطوم الوطني على المريخ 1-0 بملعب الآخير, الأهلي الخرطوم على الأهلي مدني 1-0, بملعب الآخيرة, والأهلي عطبرة خارج ملعبه على النسور 2-0, وأنتهت مبارتان بالتعادل هي الهلال على ملعبه المتصدر مع هلال كادقلي 1-1, والنيل خارج ملعبه مع الإتحاد مدني بدون أهداف.
وبرزت من تلك النتائج حقائق مذهلة, أولها دخول الهلال والمريخ من داخل ملعبيهما في متاهة جديدة, حيث تسبب كل من هلال كادقلي والخرطوم الوطني في هذا الوضع الجديد من المعاناة لفريقي القمة, فالهلال كررعادته في التفريط بنتائج تقدمه في آخر دقيقة فقد جاء تعديل كادقلي للنتيجة معه في آخر دقيقة, وقد برهن هلال كادقلي أن تعادله في الأسبوع الثاني مع المريخ لم يكن صدفة, لأنه كرر الأمر أمام الهلال, والآخير إستفاد تماما من فوز الخرطوم الوطني التاريخي على المريخ فوجد نفسه على الصدارة رغم تعثر للمرة الثالثة بالتعادل منها مرتان على ملعبه, وبالمقابل لم يستغل المريخ ذلك التعثر فسقط على ملعبه, ولحقته الخسارة الثانية هذا الموسم.
16 نقطة هي رصيد الهلال في الصدارة, بفارق الأهداف عن الخرطوم الذي حافظ على سجله الناصع من أي خسارة هذا الموسم. وأصبح المريخ في المركز الثالث"15 نقطة" , بفارق نقطة واحدة هلال كادقلي صاحب المركز الرابع.
واصل الأهلي عطبرة إنتفاضته بتحقيقه الفوز الثاني على التوالي وهذه المرة خارج ملعبه عن النسور ورفع رصيده إلى 10 نقاط, متخطيا رصيد الأهلي الخرطوم الذي عاد لسكة الإنتصارات بعد غيابه عنها في أربع مياريات متتالية. والأهلي عطبرة بنتائجه الأخيرة برهن على قدرة الصاعد في الصمود لأجل البقاء, ومثله فعل مريخ الفاشر الوحيد الذي فاز على ملعبه هذا الأسبوع حيث أخمد رباعيات الأمل بالفوز عليه 3/2 وهو الفوز الثاني لممثل غرب السودان بالبطولة وعلى ملعبه, وقد رفع رصيده 10 نقاط.
وأخيرا رفع إتحاد مدني رصيده إلى ثماني نقاط, وترك المركز قبل الآخير لفريق النيل برصيد ست نقاط بعد تعادلهما السلبي, ويتذيل فريق النسور الفرق ال14 برصيد أربع نقاط وقد أصبح هذا الفريق يمثل لغزا كبيرا هذا الموسم ودخل بعمق في دوامة الأزمة.
أحرزت الأندية 11 هدفا بمعدل أكثر من وأقل من هدفين, وفك مهاجم الهلال مامادو تراوري المالي أرتباطه مع مهاجم الأهلي شندي إسماعيلا بابا الكاميروني, وأصبح رصيد الأول ستة أهداف في صدارة الهدافين.
وقلص الفرنسي جارزيتو مساحة المدربين الأجانب بالدوري السوداني بعد إقالته بقرار رسمي من مجلس إدارة نادي الهلال فجر أمس الخميس, وإنضم للمصريين محمد عدلي "الأهلي عطبرة", ومحمود عز الدين "الأهلي مدني", بيد أن البلجيكي/التونسي لطفي السليمي اثبت جدارته من خلال الفوم على المريخ بمعقله, ووصوله إلى الرقم 8 من دون تعرض الفريق للخسارة واضعا رقما قياسيا جديدا في تاريخ النادي وإستحق وسام مدرب الأسبوع, وأما نتائج المدرب الديبة التي وصلت للخسارة الثالثة على التوالي مع الأهلي مدني أجبرت مجلس الإدارة على تقديم إستقالته, وبقى الجزائري عبد الله بعليكوس في محطة التعادلات, ويحيط الغموض بوضعه.